لم اعرف مجد،
ربما رأيته في احد مقاهي حيفا، يقولون لم تمر ليله دون تواجده ب اليكا "دايمًا مع قنينه بيرا او تنتين". اذن، لربما التقينا. لا ادري ولا يهم هذا
ولن يزيدني هيبه او نجوميه اذا كان "مجد البطل صاحبي!". سأبقى على حالي،
كما روح الشهيد في بلادِنا، تَرى ولا تُرى.
كم
أحقد على مجد الآن. نعم، أعلم بأنه تحت يد محققي الإحتلال، قد يكون في حال
صعبة جدًا. لا أحد يعلم بحاله، فالتعتيم على القضيه سياسه تعودناها هنا
بفلسطين. لكننا تربينا على:" اذا الشعب يومًا أراد الحياة، فلا بد أن
يستجيب القدر ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر".
مجد، هذا الشاب الحيفاوي الأصيل، حقق حلم الكثير من الفلسطينيين. حقق حُلمي، حقق حلم أمي، حقق حلم اصدقائي، وآخرين.
بيروت
هي حُلم، وقد تكون حلمًا لأنها ممنوعة علينا، فالممنوع أكثر المرغوب.
بيروت هي حُلم قريب جًدا، نكاد نلمسه حين نشم رائحة مناقيش الزعتر مع كل
اشراقة شمس وحين نسكر وننام على ذكراها كالحبيبة التي ابعدوها رغمًا عنّا،
منّا. ليبقى الشوق ألمًا رومانسيًا بعض الشيء، لا يفكه الّا اللقاء. لقاء
الأحبه.
كم
زرنا شمال فلسطين، المطله، راس الناقوره، باب فاطمه، حتى جبل الشيخ،
ووقفنا على الحدود أنظارنا ممدوده نحو الأفق إلى لبنان وبيروت بالاخص،
وتأوهنا "ولاو، بيروت كلها سيعه من هون، شو هالعيشه؟" ومن حيفا بلدي، ١٢٧
كيلومترا تفرّقنا. ١٢٧ كيلومترًا من أحلام اليقظه، يومًا بعد يوم بعد يوم.
"كيف
ممكن نزور بيروت؟ جواز سفر فلسطيني؟ فش، الجواز اسرائيلي ازرق. فكركو
السلطه بتطلعلنا جواز فلسطيني؟ اذا انت مهمه. طيب واذا انا مش مهمه؟؟" هزة
راس لفوق مع رفع الحواجب، هذا هو الجواب.
سنين
كثيره وأنا أفكر بأن أصبح راهبه، حتى في هذه الساعه. قريًبا سأصبح ابنة ال
٣٨ صيفًا، ولا زلت أفكر بأن أصبح راهبة. الهدف واحد وواضح لا غير، وهو ليس
إيماني بالمؤسسه الكنسيّه، ولا بالمؤسسه الرهبانية، إنما إيماني بالطريق
المفتوحة للراهبات بزياره لبنان. "خط بيروت-حيفا، حامي وشغّال! سنة زمان،
بحقق الحلم وبشلح الثوب. الله ما راح يعتب علي."
مرت
السنين والحلم لا زال حلم، لكن مجد لم يرضى بما رضينا به انهزامًا
وتقبلًا لواقع غير منصف. مجد، لم ينتظر كثيرًا ولم ينتظر أحد. مجد، حقق
الحلم.
يمكن
صار الوقت بأن شابات وشباب فلسطين المحتله، يحققوا الحلم ايضًا، يمكن صار
الوقت لبنان تفتح ابوابها حتى لو جواز سفرنا ازرق، يمكن لو كلنا اتفقنا
نحقق الحلم مع بعض، لن يبقى مكانًا فارغًا في السجون الاسرائيليه، ولا ما
يكفي من محققي ال "شاباك". يمكن، التواصل مع عالمنا العربي اللي احنا جزء
لا نتجزء منه، شئنا أم أبينا،سيتحقق أيضًا. وربما "الحكم العسكري" الذي لا
زال قائمًا، إنما ليس بإسمه لكن بصورته وموروثه من آليات أخبث من الماضي،
سينكسر. ويمكن لا زلت أحلم.
اليوم نحن نُطالب بالحريه لمجد، لكن مجد قد سبقنا وتحرر. دورنا الآن بأن نتحرر.
لأن الإعتقال آخرته أن ينتهي.
زعتر جبل الكرمل - فلسطين |
No comments:
Post a Comment