Tuesday, April 30, 2013

لأبي عشيقة

لأبي عشيقة.
أمي تعلم بها.
أخواني يعلمان بها.
وأنا أعلم بها أيضًا.

كلنا نعلم بعشيقة أبي.
فعشيقة أبي غير سريه.

عشيقة أبي قد لا تكون جميلة ككارلا بروني عشيقة الفانطازيات، و قد لا تكون نحيفة طويلة. فهي ليست حتى أجنبية! مع أن إسمها أجنبي جميل. فأنا أحب اسم عشيقة أبي..

عشيقة أبي قصيرة، جسمها مليء بعض الشيئ، حين أنظر إليها أتذكر وصف نساء العرب الجميلات في الشعر والنثر القديم. عنق عشيقة أبي تخين، ليس طويل ولا قصير. وهي تحب اللون الأحمر، وتحب الأبيض كذٰلك.

عشيقة أبي تحب كل شيء، وتحب كل الناس. سهلة المعامله، لطيفة.
لكنها لا تحب الفطريات. تكرهها. تغضب حين تراها، وتُشمرُ عن ساعديها لتقاتلها! في أي مكان وفي كل زمان. 


أحيانا، في صِغري، كنت أشعر بضيق حين كان يأتي أبي إلي بعشيقته لتساعدني بأمور شخصية قد ترتابني بين الحين والآخر.

لم أدر كيف أقول له بأنني لا اريده أن يأتي بي بعشيقته لمساعدتي، وبأن أمي قد قدمت لي كل ما أريد وكل ما يفيد محنتي. لم أدر، حينها، كيف أقول له بأن عشيقته لن تفيدني، وبأنها ليست ساحرة أو ذات قوة خارقة.

أبي لم يأبه بشيء، أو بأحد.  فعشيقة أبي هي "الكل بالكل". صانعة العجائب والمعجزات.

إن لسعتني ناموسة واحمرّ جلدي الناعم الرقيق، وإن أحرقتُ إصبعي بنار شمعة أو إن أصابني ألم ما في إصابع قدمي لأني لم "أهوّيها" فحككتهم، أو حتى إن عانت كلبتنا من حرقة شمس تموز فباتت تلحس جلدها لتبرده، فعشيقة أبي هي دائماً هناك لتمد يد العون. هي الأولى في الساحة، تركض مع أبي، يدًا بيد، للمساعده. 

أبي علمنا بأن نحب عشيقته!

فأنا الآن لا أبالي. لا أحد يبالي. فنحن كلنا، أمي، أخواني وأنا، لا نبالي. نحن نتقبلها بكل حب كرفيقة عمر و رفيقة درب. ما نحن  إلا عائلة واحدة، والعائلة دائماً معاً وأولاً.


عشيقة ابي، غير سريه وإسمها أغسطين!