Saturday, August 18, 2012

صراع البقاء

بس أمرق جنب المقبره هون، (هون يعني الدنمارك، بس بشكل عام بأوروبا) ببتسم، بحس بإرتياح..حديقه جميله، خضراء، شِرحه، هواء نقي، ريحه حلوه وبالذات بعد شتاء خفيف وطلة شمس صغيره مثل اليوم، وأحجار كبيره لكن بسيطه نسبيًا ومرتبه. من تحتها أعضام، بواقي أجساد غادرتها أرواحها. إشي حلو فعلًا، بفتح النفس، وبعرف انو يمكن مش كلمه مفروض أستعملها (بعيد الشر، بعيد الشر، مش هيك؟ بس خليكو معي بالمعنى المجازي)، بتخلي الواحد يحس بإطمئنان، بأنه إن أجا الواحد وقته إسّا، فمعلش..لأنه راح ينام مرتاح.
 
مع إنه أكيد، لو أنا مثلًا،  كان راح أضل أتقلَّب بقبري كل صيفيه بس تبلش الناس تعمل پيكنيك ومشاوي حوالي بالمقبره (ما قلنا حديقه، والناس، اذا مش واضح، بتتعامل مع المصبره كحديقه كمان). 
 
المشكله الثانيه إنِّي بعرفش لغه منيح (دنماركي)، فيمكن يكون صعب علي أتَبِّع على كل اللي بصير مع الأصدقاء الجدد اللي حوالي. بس بتعرفو شو، يمكن بس هيك بتعلم. 

في بلادنا، لما أمرق جنب المقبره، بحس إنو بعد بكِّير بكِّير، بكير كثير، بحس إنو ما أجا الوقت بعد وإنو لازم أربح بصراع البقاء، وكإنو واجب وطني! بس هو مش واجب وطني ولا عباله. 
 
كل ما في الأمر إنو مين أصلًا بيرضى على حالو ينام بهيك محل؟ مين بيرضى على حالو الوضع المزري بمقابرنا الوطنيه؟! الريحه، والمنظر والكثافه السكانيه، شيء لا يطاق. وبالذات إذا وضعك المادي مش هلقد (ومرّات حتى ولو هلقد!)، فبحطوك ب"فستقيه"، قبر بطوابق. أكم سنه، بمتلي، بيجو هالشباب وبطلعو عظامك وبحطو عظام الجيل الجاي، او ممكن مرات ولا يطلعو عظامك ويحطو الجيل الجديد عليك.

فإذا رغم صراع البقاء، أجا وقتي ببلادنا، بتأمل يكون الإشي بعد عمر طويل طويل، عشان لوقتها بكون على الأكيد بكون فقدت حاسه الشم والنظر والسمع، وحياتي الجاي بتكون أهون بكتير.  

 
وعشان هيك بدي أرجع على بلادي..بس عشان صراع البقاء، محفِّذ لطولة العمر!


ملاحظه: إن اجحفت بحق العاملين في مقابر بلادنا والمتطوعين (وهم كثار) بأعمال الصيانه والتنظيف، إلخ.، فهذا ليس القصد، وأرجو تقبل الإعتذار. هذا المقطع ما هو إلا مقطع ساخر وإن كان جديًا بعضًا ما.

No comments:

Post a Comment